mardi 30 avril 2013

تدريب دراسة نص عدد 3 ـ 3 اقتصاد وتصرف

معهد الحبيب ثامر بصفاقس الأستاذ عبد الوهاب الشتيوي السنة الدراسية 12 ـ 13 تدريب على دراسة النصّ في العربية 3 اق ت أهمية حرية الصحافة يعتبر موضوع الحريّة من أهم الموضوعات التي تطرح على بساط البحث في أيّ مجتمع وفي أيّ عصر، فالحريّة هي التي أنارت طريق البشريّة في كفاحها الطّويل والمستمرّ من أجل تحقيق المزيد من الرفاهيّة والتّقدّم، فلا مجال للإبداع دون حريّة، ولا قيمة للتّقدّم دون تحقيق المزيد من الحريّة، وتزداد الحرية قيمة حين تقترن بالصّحافة وحين ترتبط الصّحافة بها، وهذا يؤكّد المكانة التي تتبوؤها الصحافة باعتبارها إحدى وسائل التّعبير عن الرّأي في المجتمع المعاصر، والمنزلة التي تحتلّها في النّظام الدّيمقراطيّ. إنّ الصّحافة هي السبيل إلى معرفة ما يدور في المجتمع، والإحاطة بالقيم الاجتماعية والسائدة بين جنباته، وتكشف النقص المتفشي بالمجتمع، وتعمل على دفع الجهات المسؤولة إلى إصلاح هذا النقص سواء من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية. وإنّ هذا الدور الأساسيّ للصحّافة يفسرّ سرّ اهتمام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والدّساتير الوطنيّة بحريّة الصّحافة، فقد كان واضعوها على علم بأنّ هذه الحريّة هي السبيل القويمة لتوطيد صلات قويّة بين أفراد المجتمع على نحو يمكن معه إقامة وحدة معنويّة بينهم، وذلك لأن هذه الحريّة حين تكون مكفولة حقًّا وصدقًا، فإنّها تمكّن أفراد المجتمع من العلم بالأمور التي تهمهم جميعا، والوقوف على القيمة الاجتماعية للأعمال التي تصدر ممّن يتصدون لخدمة المجتمع في مختلف المجالات، فيعرفون ما إذا كانت نافعة أو ضارة. لذلك قيل: "إذا أردت أن تعرف ما إذا كان النظام السياسي في دولة ما ديمقراطيًّا أم لا، فأسأل عن حال حريّة الصحافة بها". هذا من جهة ومن جهة أخرى فإذا كان النظام الديمقراطي يعني إتصال الحكام بالمحكومين للتشاور حول نظام الحكم، وإدارة الدولة، فإن الصحافة هي همزة الوصل بين الطرفين. فمن خلالها يعلم الحاكم ما يريده الشعب، وما يطالب به من حقوق، وما ينتظر تحقيقه من مكاسب، وعبرها يقف الشعب على تصرفاته، ويتمكن من مراقبة أعمال الحكومة فهي تعدّ بحقّ الوسيلة الفعّالة لممارسة هذه الرّقابة. ولن يتحقّق كلّ ذلك إلاّ بكفالة حريّة الصّحافة، فدون كفالة هذه الحرية يكون ضمان هذا الحقّ ضربًا من المستحيل، ولنْ تتحقق هذه الكفالة إلاّ من خلال حمايتها من أي بغي يفتح عليها، وذلك بألاّ تقوم الحكومة بإهدارها وألاّ يعمل النفعيّون على احتكارها عن طريق رأس المال، أو رأس السّياسة، وتضمين حقوق الصّحافة، وحريّة الرّأي والتّعبير في الدّساتير، وذلك حتى تسير سيرها الطبيعي وتؤدي رسالتها بموضوعية وأمانة.  1. حدّد التّمشّي المنهجي الذي سلكه الكاتب في النّصّ. (2) أ. دور الحريّة في تحقيق التّنوير، وعلاقتها بالإعلام  الفقرة الأولى. ب. دور الإعلام في إنارة الرّأي العامّ، وتنبيه الحكّام  الفقرتان الثّانية والثّالثة. ج. شروط بناء الإعلام الحرّ  القرة الأخيرة. 2. من أين تكتسب الحريّة أهميّتها حسب الكاتب؟ (2) تكتسب الحريّة أهميّتها من خلال دورها في تنوير الشّعوب على طريق الكفاح من أجل تحقيق الرّفاهيّة والتّقدّم، وارتباطها بالصّحافة باعتبارها إحدى وسائل التّعبير عن الرّأي في المجتمع المعاصر، والمنزلة التي تحتلّها الصّحافة في النّظام الدّيمقراطيّ، والصّحافة تمكّن من تحقيق الإبداع إذ لا إبداع بلا حريّة، ولا صحافة حقيقيّة بلا حريّة تعبير، وأضحت الصّحافة صمّام أمان لتحقيق النّظام الدّيمقراطيّ، ومقاومة الأنظمة الاستبداديّة. 3. ما هو الدّور الذي تلعبه الصّحافة في المجتمعات الدّيمقراطيّة بالنّسبة إلى المحكومين؟ (2) تخدم الصّحافة المحكومين من خلال إعلامهم بما يدور في المجتمع، وإحاطتها بالقيم الاجتماعية السائدة فيه سواءً كانت قيمًا إيجابيّة مثل التّضامن والتّعاون والتّسامح والدّعوة إلى التّعايش السّلميّ، أو قيمًا سلبيّة وجب مقاومتها مثل السّرقة والرّشوة والاغتصاب، وتكشف الصّحافة للنّاس النّقائص المتفشيّة في المجتمع، وتدعو الجهات المسؤولة إلى إصلاح هذا النقص سواء من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية. مثلما تقوم الصّحافة بتوطيد الصّلات بين أفراد المجتمع على نحو يمكن معه إقامة وحدة معنويّة بينهم، لأنّها تمكّنهم من العلم بالأمور التي تهمهم جميعا، وتشعرهم بالقيمة الاجتماعية للأعمال التي تصدر عن المسؤولين لخدمة المجتمع في مختلف المجالات، فيعرفون ما إذا كانت نافعة أو ضارة، ويقومون إطّاك بمحاسبتهم أو مكافأتهم. 4. هل يقتصر دور الصّحافة على خدمة المحكوم، أم يمكنها أنْ تخدم الحكّام أيضًا، وكيف؟ (2) يمكن للصّحافة أنْ تخدم الحكّام وذلك لا يكون بتزيين أعمالهم، ومدحهم، والتّصفيق لهم في كلّ الأحوال حتّى إنْ كانت سلبيّة مثلما هو الحل في البلدان ذات الأنظمة السّياسيّة التّقليديّة، والتي تفرض هيمنتها المطلقة على الإعلام، بل بتنبيه الحاكم إلى نقائص سياسته، والنّتائج الّلبيّة التي يمكن أنْ تلحق المجتمع فتهدّد استقراره، مثلما تهدّد استقرار حكمه، ومن خلالها يعلم الحاكم ما يريده الشعب، وما يطالب به من حقوق، وما ينتظر تحقيقه من مكاسب، وبالتّالي فالصّحافة المراقبة الحرّة تمنع الحاكم منْ أنْ يتصرّف في شؤون الدّولة بالطّريقة الفرديّة غير الصّالحة، وتكون عين المجتمع المراقبة له، أي إنّ أفراد المجتمع ينصفون إلى أعمالهم بعد تنصيب الحكومات، وتبقى الصّحافة عين الرّقيب عليها. 5. كيف يمكن للصّحافة أنْ تكون الصّحافة حرّة، ومسؤولة في الوقت نفسه؟ (2) لا يمكن للصّحافة أنْ تكون حرّة إلاّ إذا نصّصت الدّساتير والقوانين على احترامها، والاعتراف بدروها، وعدم الاعتداء على العالمين فيها، وفتح مجال البحث لهم، وتسهيل عملهم بتمكينهم من حقّ النّفاذ إلى المعلومة في الوزارات، والإدارات المركزيّة والفرعيّة، والاطّلاع على الأرشيف الحكوميّ، وعدم ترهيبهم بالقوانين المانعة للحريّة أو التي تحدّ منها، أو توظيف العصابات المرتبطة برجال السّياسة أو المال والأعمال التي تحدّ من حركتهم، ويمكن لهذه الصّحافة أنْ تكون مسؤولة في أداء واجبها دون الحاجة إلى قوانين زجريّة، لأنّ المفهوم الحقيقيّ للحريّة يحمل في طيّاته ضمنيًّا المسؤوليّة المرتبطة بالحياد والأمانة والموضوعيّة والحياد، أمّا إذا ما سقط الصّحفيّ في السبّ والشّتم وقذف الأعراض والتّشويه فإنّ ذلك لا علاقة له بالحريّة، وهذه المظاهر معروفة حتّى عبر القوانين العرفيّة ولا حاجة لتقنينها، ويكفي أنْ نذكّر بأنّ الدّول الدّيمقراطيّة لا تعترف بما يسمّى جريمة رأي، حتّى وإنْ وضع المسؤول السّياسيّ في موقع ساخر. 6. توسّع في تحليل القولة المسطّرة في النّصّ، وبيّن مدى صحّتها (3) لقد ارتبطت الصّحافة في العصر الحديث ارتبطًا وثيقًا بالأنظمة السّياسيّة المعتمدة في البلدان، فإذا كانت الصّحافة حرّة مستقلّة منيعة من أيّ تعدّ مهما تكن الجهة المعتدية، وغير قابلة للتّوظيف من قبل سلطة سياسيّة أو اقتصاديّة كأنْ تقع تحت نفوذ رجال الأعمال يزيّنون مشاريعهم، ويحسّنون صور استثماراتهم، وقادرة على الوصول إلى المعلومة عبر ما يُعرف بصحافة الاستقصاء، معلمة الرّأي العام بكلّ ما يدور وراء الكواليس من خفايا وأسرار، كان النّظام السّياسيّ السّائد ديمقراطيًّا، أمّا إذا كانت الصّحافة واقعة تحت هيمنة السّلطة السّياسيّة والاقتصاديّة، ورُسمت لها حدودًا لا تتعدّاها إلاّ بشروط مجحفة، وبما لا يضرّ استقرار نظام الحكم، وإذا ظلّت الصّحافة أسيرة اختيارات الحكومات، ومنعت من الوصول إلى كلّ المعلومات بحريّة تامّة، فإنّ النّظام السّياسيّ سيكون سعتها ديكتاتوريًّا مستبدًّا لا يعترف إلاّ بسلطته، ولا يقرّ إلاّ بنفوذه المطلق على الدّولة والمجتمع. 7. تحرير فقرة إنشائيّة: (7) "يعتقد بعض النّاس أنّ للصّحافة دورًا مهمًّا في كشف سلبيّات الواقع، والدّعوة إلى الإصلاح، إذا ما توفّرت لها حريّة التّعبير". توسّع في تحليل هذه القولة، وقدّم أمثلة واقعيّة واضحة. أ‌. أهميّة حريّة التّعبير في عالم الصّحافة ـ تمكّنها من حقّ النّفاذ إلى المعلومة ـ تحصّن الصّحفيّ ضدّ الخوف من مواجهة المعلومات الخطيرة التي قد يكتشفها وقد تغيّر واقعًا سياسيًّا أو اجتماعيًّا أو اقتصاديًّا، وقد تهدّد نفوذ سلطة ما، ومواقع بعض الأفراد أو الجماعات ـ ترفع أيدي السّلطة السّياسيّة من التّحكّم في الصّحافة، وفرض الوصاية عليها، وتوجيهها لخدمة مصالحها ـ خدمة الصّحافة الرّأي العام بأمانة وتجرّد وموضوعيّة، وإنْ كان لعملها انعكاسات إيجابيّة على بعض الأطراف المنافسة للسّلطة الحاكمة، فإنّ ذلك متأتٍّ من طبيعة عملها، مثلما أنّ تناول بعض المعارضين لهم في الصّحافة بالنّقد وكشف الحقائق قد يخدم السلطة السّياسيّة القائمة، وهوما يفرض التّوازن في تعامل الصّحافة مع كلّ الأطراف، فلا تناصب العداء بعض أطرافًا، ولا تجامل أطرافًا أخرى. ب‌. كشف سلبيّات الواقع كشف مظاهر الاستبداد السّياسيّ والتّعدّي على حقوق النّاس في ممارسة حقّها في النّشاط السّياسيّ العلنيّ ـ كشف مظاهر التّضييق على المعارضين السّياسيّين التي يمكن أنْ تمارسها الأحزاب الحاكمة ـ كشف إمكانيّة توظيف بعض العصابات لإسكات الأصوات الحرّة عن قول الحقيقة ـ انتشار الفساد الإداريّ والماليّ في بعض الوزارات والإدارات، مثل كشف التّلاعب بمقاييس بناء العمارات والمستشفيات والمؤسّسات التّعليميّة ـ تفشّي البطالة والفقر والمحسوبيّة والرّشوة، والتّوظيف بحسب الولاءات (القرابة الدّمويّة أو الانتماء الحزبيّ والجغرافيّ والدّينيّ) ـ التّلاعب بسير الانتخابات المحليّة والوطنيّة ـ توظيف بعض الفضاءات العموميّة لصالح حزب أو فئة أو جهة اقتصاديّة... ج. الدّعوة إلى الإصلاح تقدّم الصّحافة بعض الدّراسات العلميّة النّظريّة، والبحوث الميدانيّة، والإحصاءات، وآراء الخبراء في ميادين مختلفة تساعد أهل الحكم على تغيير ما ثبت فشله من سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة ـ تنير الصّحافة بذلك رؤيتهم للواقع، وتساعدهم على تحقيق النّسب الأفضل من النّموّ ـ توفّر لهم فضاءً يتشاركون فيه مع خبراء و علماء وأهل معرفة لم تتوفّر لهم فرصة التّعرّف عليهم، فقد يعثر صحفيّ ما على عالم تونسيّ في دولة أجنبيّة له مشروع مثلاً يهدف لتحسين جودة التّعليم، وهو غير معروف في بلده...  لا يمكن التّخلّي عن الصّحافة، ولا يمكن هدر حيّتها في التّعبير مهما تكنْ تعثّراتها في الواقع، فالواجب مساعدتها على تحقيق الأفضل، وتحسين جودة عملها، وليس محاربها بالسّب والتّشهير، والتّضييق عليها مثلما يحصل في أغلب الأقطار العربيّة التي تتوجّس خيفة من حريّة الصّحافة وعملها...

2 commentaires:

  1. يلزمو ساعة باش يقراوه النص وفساتين باش يتفاعلوا معاه

    RépondreSupprimer